672 ـ محمد السادس

ملك المغرب (1999 ـ     )، وُيعد الملك الثامن عشر من ملوك الدولة العلوية. وهو محمد بن الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن الأول. أكبر الأبناء الذكور للملك الحسن الثاني، ملك المغرب الراحل، ووليّ عهده. ولد الملك محمد بن الحسن في الرباط، في 21 أغسطس 1963، وترتيبه الثاني بين أبناء الملك الحسن، إذ ولدت شقيقته الأميرة مريم قبله بسنة. تلقى الملك محمد الذي حمل منذ ميلاده،

لقب سيدي محمد تربية ملكية خاصة، لم تكن شديدة على غرار أبيه لكنها صارمة. ومن مربيته الأسبانية الجنسية تعلم اللغة الأسبانية التي بات يتحدثها بطلاقة. وعندما بلغ سنه الحادية عشرة، شارك في مراسيم تشيع الرئيس الفرنسي الأسبق جورج بومبيدو، وأثار وقتها دهشة الجميع بقدرته على الالتزام بقواعد البروتوكول المغربي. كما تعهده والده بتربية وطنية وسياسية، وأسند إليه مسؤوليات اطَّردت من تلك العادية إلى المسؤوليات الكبيرة. تابع محمد بن الحسن دراسته في المعهد المولوي، ودرست إلى جانبه مجموعة منتقاة من التلاميذ النجباء من أبناء الشعب. وتلقى دروسه الابتدائية والإعدادية والثانوية على يد أساتذة مرموقين مغاربة وأجانب. وحصل على شهادة الثانوية العامة عام 1981، وقد درس بالعربية والفرنسية، وتلقى دروساً في اللغة الإنجليزية. واقتصر نشاطه في تلك الفترة على حضور الأنشطة الرسمية إلى جانب والده، وكان بعيداً إلى حد ما عن دروب السياسة المغربية. وتقرر أن يلتحق بكلية الحقوق الشعبة القانونية والسياسية في الرباط، وفي عام 1985، حصل على شهادة الحقوق بعدما أنجز بحثاً حول الاتحاد العربي الأفريقي الذي ضم آنذاك المغرب وليبيا، وحصل على الشهادة الأولى للدراسات العليا في العلوم السياسية العامة (1987)؛ والدكتوراه في القانون الدولي، من جامعة نيس، في فرنسا في أكتوبر 1993. وكان موضوع رسالته (التعاون بين الاتحادَين الأوروبي والمغربي). وتلقى تدريباً، في بروكسل، عام 1988، لمدة بضعة أشهر، إلى جانب المفوض الأوربي جاك ديلور. كما تلقى تدريباً مماثلاً، في هيئة الأمم المتحدة.

عين منسقاً لمكاتب وأجهزة الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية، في أواخر عام 1985. ومنذ مطلع التسعينات بدأ محمد بن الحسن يطلع على ملفات الدولة، ولكن وكما تقضي التقاليد الملكية العريقة في المغرب ظل القرار دائماً بيد الملك. في فبراير 1993، زار فرنسا، زيارة رسمية، بدعوة من رئيس الوزراء الفرنسي، وكانت هي زيارته الأولى إلى دولة غربية، توالت، بعدها، زياراته إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي.

كان يحرص على تقديم الكرسي لوالده عندما يلقى خطاباً رسمياً من التلفزيون، لم يدلى محمد بن الحسن بحديث صحافي إلا مرة واحدة.

وفي يوم الجمعة 23 يوليه 1999، توفي الملك الحسن الثاني أثر أزمة صحية، فخلفه ابنه محمد بن الحسن، في الحكم، بعد أن بويع، يوم وفاة أبيه، ملكاً على المغرب، باسم محمد السادس؛ طبقاً لدستور عام 1981، الذي كان قد طرأ عليه تعديل، يحدد انتقال الولاية إلى الابن الأكبر، ويرهن عملية الانتقال، آنئذٍ، بإنشاء مجلس وصاية، في حال عدم بلوغ الابن الأكبر سن الرشد. وقد أجرى الملك محمد السادس مراسم زواجه، بعد ساعات من وفاة والده، وفقاً لما تقتضيه التقاليد الملكية المغربية، وتقضى التقاليد بعدم زواج ولي العهد أثناء ولاية العهد، إلا أنها تشترط ذلك بعد توليه الحكم، وارتقائه العرش، وقبل أدائه القسم، التي تتطلب أن يكون الملك متزوجاً قبل أدائه القسم

وسيجد الملك محمد السادس أمامه ثلاثة ملفات كبرى: ملف الصحراء، والملف الاقتصادي، وملف تجديد النخبة السياسية. ولقد ترك والده الملك الحسن الثاني مشروع للمصالحة مع الجزائر جاهزاً، وهذا المشروع سيسهل كثيراً من مهمة الملك محمد الخامس، في التعامل مع الملف، إذ أن صلحاً مع الجزائر سيفتح الطريق أمام تسوية حقيقية لنزاع الصحراء. قيل إنه سيلتزم بسياسات والده، الملك الحسن الثاني.